
تمر المرأة خلال فترة الحمل بتغيرات بيولوجية ونفسية كبيرة، قد تؤثر بشكل مباشر على مزاجها واستقرارها العاطفي، من الشائع أن تشعر الحامل بتقلبات مزاجية، ولكن في بعض الأحيان قد يتطور ذلك إلى حالة من الاكتئاب، مما يستدعي فهمًا أعمق ودعمًا متخصصًا.
الأسباب النفسية والعضوية للتغيرات المزاجية
- التغيرات الهرمونية: ارتفاع مستويات هرموني “الإستروجين” و”البروجستيرون” يؤثر على كيمياء الدماغ، مما يؤدي إلى تقلبات في المزاج.
- الضغوط النفسية والاجتماعية: الخوف من الولادة، مسؤوليات الأمومة، التغيرات الجسدية، والقلق بشأن المستقبل المالي أو العائلي كلها أسباب شائعة.
- قلة النوم والتعب الجسدي: الإرهاق المزمن والأرق يزيدان من حدة المشاعر السلبية ويؤثران على الاستقرار النفسي.
ما هو اكتئاب الحمل؟
اكتئاب الحمل هو اضطراب مزاجي يصيب المرأة أثناء فترة الحمل، ويشبه إلى حد كبير الاكتئاب السريري، وقد تظهر الأعراض التالية:
- حزن مستمر أو شعور بالفراغ.
- فقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت ممتعة.
- اضطرابات في النوم أو الشهية.
- الشعور بالذنب أو عدم القيمة.
- صعوبة في التركيز.
- أفكار سلبية أو يأس من المستقبل.
كيف يمكن التمييز بين التغيرات الطبيعية والاكتئاب؟
التغيرات الطبيعية | اكتئاب الحمل |
مزاج متقلب مؤقت | مشاعر سلبية مستمرة لأكثر من أسبوعين |
قابلية للتحسن بالنوم أو الراحة | لا تتحسن الحالة بسهولة |
لا تؤثر على الحياة اليومية بشكل كبير | تؤثر على العلاقات والعمل والحياة اليومية |
خطوات التعامل والدعم
- الاعتراف بالمشاعر وعدم إنكارها: من المهم ألا تشعر المرأة بالذنب أو الخجل من مشاعرها، بل تعترف بها وتسعى لفهمها.
- التحدث إلى شخص موثوق: الدعم العاطفي من الزوج، الأهل، أو الصديقات له دور كبير في التخفيف من الضغط النفسي.
- زيارة الطبيب النفسي أو أخصائي الصحة النفسية: إذا استمرت الأعراض لأكثر من أسبوعين، من الضروري استشارة متخصص لتقييم الحالة وتقديم الدعم اللازم.
- اتباع نظام حياة صحي:
- الحصول على نوم كافٍ.
- التغذية المتوازنة.
- ممارسة رياضة خفيفة (مثل المشي أو اليوغا للحامل).
- تجنب الكافيين والمنبهات
- ممارسة تقنيات الاسترخاء: مثل: التأمل، تمارين التنفس العميق، الاستماع إلى القرآن أو الموسيقى الهادئة.
هل يمكن استخدام أدوية مضادة للاكتئاب خلال الحمل؟
بعض الأدوية يمكن أن تُستخدم في أثناء الحمل تحت إشراف طبي دقيق. الأطباء عادة يوازنوا بين مخاطر الأدوية ومخاطر ترك الاكتئاب دون علاج، لا يجب تناول أي دواء دون استشارة الطبيب المختص.
دعم الأسرة والمجتمع
- يجب توعية الزوج بدور الدعم النفسي والمعنوي.
- يمكن إشراك المرأة الحامل في مجموعات دعم إلكترونية أو محلية للحوامل.
- التثقيف النفسي للأم يخفف من حدة الشعور بالعزلة والارتباك.