زكاة الأسهم في السوق السعودي.. متى تُخرج؟ وكم نسبتها؟

زكاة الأسهم في السوق السعودي.. متى تُخرج؟ وكم نسبتها؟
زكاة الأسهم في السوق السعودي

في ظل تزايد الاهتمام بالاستثمار في بورصة المملكة العربية السعودية، تتبادر إلى ذهن المستثمرين وغيرهم أسئلة مهمة حول وجوب زكاة الأسهم وكيفية حسابها وإخراجها بالشكل الشرعي الصحيح، فهل كل سهم تملكه تجب فيه الزكاة؟ ومتى؟ وبأي نسبة؟ وما الفرق بين أن تكون الأسهم للاستثمار طويل الأمد أو للتداول والمضاربة؟ في هذا المقال سنتناول كل ما يتعلق بـ «زكاة الأسهم» في السعودية: من الأحكام الشرعية إلى خطوات الحساب والمستندات العملية، مع تركيز على البيئة السعودية بما يناسب المستثمر أو مالك الأسهم داخل المملكة.

ما هي زكاة الأسهم؟ ولماذا تُهم؟

  • الزكاة ركن من أركان الإسلام، وُجِبَت على الأموال التي استوفَت الشروط الشرعية.
  • الأسهم باعتبارها حصصًا في الشركات تُعد من الموضوعات المعاصرة التي وُضِعت لها آراء فقهية تفصيلية لتحديد ما إذا كانت تجب فيها الزكاة ومتى.
  • فالمسألة تهمّ كثيرًا في السعودية، إذ يوجد عدد كبير من المستثمرين في ‏تداول، ويهمّهم معرفة واجبهم الزكوي بدقة.

الأحكام الشرعية العامة المتعلقة بزكاة الأسهم

  • النية والغرض من تملك الأسهم:
    • إذا اشترى الشخص الأسهم بنية التداول أو المضاربة (بيع وشراء بغرض الربح السريع)؛ فإن الأسهم تُعامل معاملة «عروض تجارتك» ويجب الزكاة على القيمة السوقية للأسهم عند تمام الحول، وليس على الربح فقط.
    • أما إذا اشتراها مع نية الاحتفاظ بغرض الاستثمار والحصول على الأرباح فقط دون نية بيعها؛ فإن الزكاة تُحكم حَسَبَ الربح (أو الريع) الذي يحققه السهم، وليس على أصل السهم نفسه غالبًا.
  • تحقق شروط الزكاة: من أهم الشروط التي يجب تواجدها حتى تجب الزكاة:
    • بلوغ النصاب: قيمة المال يجب أن تبلغ نصابًا – مثلًا ما يعادل 85 جرامًا من الذهب أو ما يقابله وقت الزكاة.
    • مرور الحول: أي مرور سنة هجرية كاملة منذ تملك المال أو منذ أول ربح/عائد إذا كان الاستثمار.
    • ملكية تامة للمالك، وتحقيق القدرة على التصرف فيه.
    • أن يكون المال من الأموال التي تجب فيها الزكاة (ولا يكون محظورًا شرعًا أو مملوكًا لجهة معفاة).
  • التفرقة بين أصل السهم/القيمة السوقية أو الربح:
    • في حالة المضاربة: تحسب الزكاة على القيمة السوقية وقت تمام الحول بعد أن تُقيَّم تلك الأسهم.
    • في حالة الاستثمار: الزكاة تكون على الربح أو العائد فقط، وليس غالبًا على قيمة السهم الأصلية.

كيف تُحسب زكاة الأسهم عمليًا في السعودية؟

  • الأسهم بغرض التجارة أو المضاربة:
    • عندما تكون نية الشراء: «بيع وشراء لتحقيق الربح» → تُعامل كعروض تجارة.
    • تحسب الزكاة بنسبة 2.5% (¼ العشر) من القيمة السوقية للأسهم عند تمام الحول.
    • مثال: لو كانت قيمة محفظتك من الأسهم في نهاية الحول تساوي 100,000 ريال سعودي → الزكاة = 100,000 × 2.5% = 2,500 ريال.
  • الأسهم بغرض الاستثمار/الاحتفاظ:
    • إذا الشراء بغرض الاكتتاب أو الاحتفاظ من أجل العوائد فقط، بدون نية واضحة للبيع السريع: في كثير من الحالات الزكاة على الأرباح أو العوائد.
    • يتم حساب الزكاة على الربح المحقق بعد مرور الحول.
    • بعض المؤسسات أو الشركات قد تخرج الزكاة نيابة عن المساهمين إذا كان النظام الأساسي أو الجمعية العمومية أو القانون ينص على ذلك.

أمور تقنية مهمة

  • إذا قامت الشركة بتزكية الموجودات (أخرجت الزكاة عن أصولها) فللمساهم أن يتحقّق مما تم، وخصم ما أُخرج لمنع الازدواج.
  • الزكاة تُحسب بالقيمة السوقية، وليس بقيمة الشراء أو القيمة الاسمية فقط.
  • إذا اشترى الشخص الأسهم خلال الحول، فالحول يبدأ من تاريخ امتلاك المال أو من تاريخ حصول أول ربح/عائد.

أبرز الفتاوى والتوجيهات في السعودية

  • سعد الخثلان (أستاذ بكلية الشريعة) أوضح أن إذا كان المساهم «مستثمرًا» وترك الأسهم للاستفادة من أرباحها فقط، فلا زكاة على الأصل، وإنما على الربح فقط.
  • أما إذا كان مضاربًا فتجب الزكاة على القيمة السوقية.
  • محمد بن باز – رحمه الله – وصف الحالة: «إن كانت الأسهم للأغراض التجارية – بيع وشراء – ففيها زكاة على القيمة السوقية، وإن كانت للاستثمار فقط فالزكاة على الربح».

تطبيق عملي على المستثمر في السعودية

لنفترض أن مستثمرًا سعوديًا اشترى أسهمًا في شركة مدرجة، ولنعدّل الصورة على خطوات عملية:

  • تحديد هدف الشراء: هل الهدف «بيع وشراء» أم «احتفاظ وأخذ عوائد»؟
    • إذا كان الهدف بيع سريع → مضاربة → تتبع القاعدة الخاصة.
    • إذا الهدف عوائد → احتفاظ → قاعدة ثانية.
  • تحديد تاريخ البدء: تاريخ تملك الأسهم أو تاريخ أول أرباح.
  • مرور الحول: بعد سنة هجرية يجب تقدير قيمة الزكاة.
  • في حالة المضاربة: الحصول على القيمة السوقية للأسهم في نهاية الحول، ثم ضربها في 2.5%.
  • في حالة الاستثمار: حساب الربح المحقق بعد الحول، ثم ضربه في 2.5%.
  • التأكد مما إذا كانت الشركة قد خرجت الزكاة نيابةً عنك – وإذا نعم، فاعتمد ذلك أو احسب الفارق.
  • إخراج الزكاة للمستحقين الشرعيين: الفقراء، والمساكين، والعاملين عليها، والغارمين، وفي سبيل الله، وابن السبيل.

هل تُحسب الزكاة على كل سهم عند شرائه فورًا؟

لا، يجب توافر الحول والنصاب، فإذا اشترى الشخص اليوم، ولم يمر عليه حول هجرية كاملة، فلا تجب الزكاة حتى تمام الحول.

ماذا لو خسرت الأسهم؟ هل تنعدم الزكاة؟

في حالة المضاربة: حتى لو كانت القيمة أقل من الشراء، تُقيم القيمة السوقية وقت الزكاة وتُخرج الزكاة على تلك القيمة إن كانت مثبتة.

ماذا لو الشركة أخرجت الزكاة؟ هل عليّ أن أخرج؟

إن كانت الشركة أخرجت الزكاة بطريقة صحيحة ونظامها الأساسي أو الجمعية عمومية أو القانون يخوّلها، فلست ملزمًا بإخراجها مرة أخرى.

ما النصاب الزكوي لأسهمي؟

النصاب هو ما يعادل 85 غرامًا من الذهب تقريبًا، أو ما يقابله من النقد أو ما يُعادلها في القيمة.

توصيات مهمة للمستثمر السعودي

  • احتفظ بسجلات واضحة: قيمة الشراء، القيمة السوقية عند الحول، الأرباح المحققة، ونوع الاستثمار (تداول أم احتفاظ).
  • حدد يومًا ثابتًا كل عام تقوم فيه بحساب الزكاة للأسهم لتسهيل الأمر.
  • استشر جهات متخصصة أو محاسب زكوي إذا كان لديك محفظة أسهم كبيرة أو ظروف خاصة.
  • تأكد من أن الشركة التي تملك أسهمًا فيها تُخرج الزكاة أو لا، لتفادي الازدواج أو الإغفال.
  • وزّع الزكاة للمستحقين في السعودية أو عبر جهة موثوقة لضمان وصولها لمن يستحق.

زكاة الأسهم في السعودية مسألة تسير في إطار فقه الزكاة المعاصرة، لكنها ليست معقدة إذا فهم المستثمر أو مالك السهم ضوابطها: النية، نوع الاستثمار، القيمة السوقية أو الربح، مرور الحول، والوصول إلى نصاب الزكاة. الالتزام بهذه الضوابط يجعلك تفي بحقّك تجاه الله تعالى، وتساهم بدورك في التكافل الاجتماعي. إذا كنت مستثمرًا في السوق السعودي أو تفكر الدخول فيه، فإن معرفة الزكاة وحسابها بدقة تُعد من المسؤوليات التي لا تقلّ أهمية عن تحقيق الربح المالي.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *